زهراء قبيسي

مقابلة مع زهراء قبيسي

  سكتت قليلًا، ثم تابعت بصوتٍ هادئ لكنه واثق: "في مجتمعاتنا، المرأة القوية لا تتنكّر لحياءها، ولا تتنازل عن كرامتها لتُثبت شيئًا لأحد. قوّتنا في عفّتنا، في ثباتنا، في قدرتنا على حمل القيم وسط هذا العالم المكسور. نحن نؤمن أنّ المرأة يمكن أن تكون مثقفة، فاعلة، بارزة... لكنها لا تحتاج إلى خلع دينها أو أخلاقها لتُثبت حضورها." 

ارشيف: صورة الحج على الطريق يوم النزوح 

اما عن ذاك "الحج" فلم تستطع ان تمحيه زهراء من ذاكرتها ، حينها روت كيف كان أحد الرجال يحمل كرتونة بسيطة كُتب عليها: "بدكن ترجعوا مرفوعين الرأس". قد تبدو الجملة عادية، وقد تمرّ على البعض كأنها لا تعني شيئًا… لكنّها، في لحظتها، كانت تشبه رسالة حبّ معلّقة في الهواء،
تشبه وعدًا صغيرًا يُحارب الحرب بكلمة، تشبه يدًا خفيّة تمتدّ إلى القلوب المُنهكة، وتقول لها: "اصمدي… ما زال فيك نبض".
بساطتها كانت سرّ قوتها. في خضمّ حربٍ اجتمعت فيها النار والتراب والدخان، برزت هذه العبارة كدرعٍ نفسيّ، كأنها وقفت في وجه الحرب النفسية، وحدها، وقالت لها: لن تنالي منهم... ولشدّة تأثيرها، بقي كثيرون طيلة فترة العدوان ينتظرون لحظة العودة لا ليستعيدوا ما فُقد، بل ليردّوا على تلك الجملة، ليقولوا للحج: قولوا للحج نحن رجعنا منتصرين و مرفوعي الراس 
ومن بين كلّ هذا، كانت الحقيقة تلمع بهدوء: أنّ البطولة لا تحتاج إلى كثير من العُدّة، فأحيانًا، يكفي أن تمتلك إيمانك، أن تؤمن بقضيتك... أن تُقدّم شيئًا صغيرًا في حجمه، عظيمًا في أثره ،كي تكون، دون أن تدري، أحد الأبطال الحقيقيين. 

مقابلة مع زهراء قبيسي 

تصوير:زينب فواز -  

زھراء، المرأة التي وقفت أمام الدبابة، لم تكن استثناءً...
بل كانت مرآة لنساء ھذا الجنوب، حیث كل بیت فیھ أمّ، أو زوجة، أو أخت، تكتب قصتھا على إیقاع الصبر، والحب، والإیمان.

⬅️ ➡️