البداية

في خضمّ الحرب التي اجتاحت لبنان، حيث تصدّت الجبهات الشمالية والجنوبية وأشعلت الأرض نارًا وألمًا، وقف الجنوب بكل صلابته وتحدّيه، ولم تكن المرأة الجنوبية استثناءً في هذه المعركة.في مشروع "كزينب" تروى قصصًا ملهمة لأيقونات صمدن في وجه الموت والدمار، نساء حملن في صدورهنّ صفات السيدة زينب (ع) التي جسدت أروع معاني الصبر، الثبات، الشجاعة، والتضحية. نساءٌ وقفن عند حدود وطنهنّ، لا مجرد شهود على الحرب، بل مشاركات فعليات في مقاومة العدوان، بحكايات مؤلمة، ووجوه مشرقة بالأمل.
  قصص أخرى تنبض بقوة الروح والإرادة. هنا، في الجنوب، تكتمل معاني البطولة النسائية على وقع أصوات النساء اللاتي يُمثلن نموذجًا خاصًا للمرأة التي تُحارب بصمت وتُنتصر بإيمان.في هذا السياق، يُعيد مشروع "كزينب" النظر في صورة النسوية الغربية التي غالبًا ما تُساء فهمها وتُختزل في مفاهيم بعيدة عن ثقافتنا وقيمنا، مفاهيمٌ أحيانًا تضر أكثر مما تنفع، عندما تفصل المرأة عن جذورها وتُهمّش قيمها التي هي أساس قوتها وحريتها الحقيقية. هذه القصص ليست مجرد سردٍ لتاريخ مضى، بل هي شهادة حيّة على قوة المرأة المقاومة، على هويتها المتجذرة، وعلى إرادتها التي تتحدى كل الظروف لتثبت أن الحرية والقوة ليست مجرد شعارات تُرفع، بل أفعال ومواقف تُعاش
مشروع "كزينب" هو نافذة تفتحها هذه النسوة على العالم، لتُخبره أن القوة الحقيقة للمرأة تبدأ من الداخل، من الإيمان، والصلابة، والعزيمة، وأن نموذج المرأة القادرة ليس فقط في التمرد، بل في صمودها ووفائها لقيمها وهويتها  

في هذا المشروع، نسلّط الضوء على نساءٍ كانت لهنّ أدوارٌ استثنائية في وجه العدوان الإسرائيلي، نساءٍ حملن الوعي والموقف، وواجهن الحرب بصدورهنّ العارية وإيمانهنّ الثابت.
لكن في ظلّ هذا التوثيق، يبقى وجعٌ لا يُروى... لنساءٍ ارتقين شهيدات أو أصبحن جريحات، ولم تُتح لنا فرصة الاستماع إلى أصواتهنّ.

➡️ ⬅️