الحجة آمال ذيب 

إم علي عطوي

تصوير زينب فواز - صورة للشهيد مهدي 

و من هنا بدأت حكاية ام الشهداء ، لم تكن تعلم ان ابنها محمد قد فتح باب الشهداة لاخوانه ليكونوا في عليائهم يحرسونها من بعيد . 
اما الشهيد الثاني فهو الملاك الصغير ، الهني كما تقول "مهدي كان هني لدرجة ما كان يمرض" ، كان لحصة هذا الشهيد ان يبقى مع امه ليلا نهارا ، فكانت تصطحبه معها الى مكان عملها . حيث اصبح لا يمكن فراق امه، فإذا لم تكن بالمنزل لا يدخله ابدا ، فينتظر مهدي مطولا خارج المنزل لحين عودة امه ، لكنها لم تعلم انه يوما ان ستنقلب الادوار بطريقة قاسية و تصبح هي من تنتظره ليأتي و لكن في حلمها . 
عند استشهاده زُفت بأم الشهداء ، و لكنها لم تتوقع ابدا ان يكون مهدي الشهيد فهو لازال صغيرا، و لكن على عكس الجميع بدأت هذه المرأة الزينبية بالغناء لطفلها الصغير كما كانت تفعل في الماضي فلم يهن عليها ان يكون هو فقط من يلقي لها بيت الشعر 

تصوير زينب فواز - صورة الشهيد عباس عطوي 

صبرت و تحملت ليعود اليها لقب ام الشهداء مرة اخرى و تزف ابنها الثالث على طريق القدس الشهيد عباس عطوي . 
"عباس.. ايه كسرلي ضهري " قالت هذه الجملة و عيونها كالجمر من شدة حرارة الشوق و الحنين لهم جميعهم ،
     هذه المرأة الجنوبية الزينبية كانت لها حصة من حديث سيد شهداء الامة ، ليفتخر بها و بعطائها و بأبناءها و جهادهم ، كانت قدوتها  الولى السيدة زينب بكربلاء ، كما و اكدت على اكمالها في هذا الدرب و النهج فتمنت لو لديها 24 ولدا و ليس 6 لكي تفديهم كلها فداء للامام الحسين عليه السلام ، و في حديث عن كربلاء اشارت الى جملة يرددها الجميع في عاشوراء "يا ليتنا كنا معك " و لكن بصيغتها الخاصة فأكدت انها عندما كانت تقول هذه الجملة لا تقولها عبثا او فقط للحماس انما امثالها من النساء الزينبات  نساء الجنوب المقاوم يرددونها قولا و فعلا فهن يقدمن اغلى و اعز ما لديهن لاجل هذا النهج .  

➡️ ⬅️