الحجة امال ذيب الملقبة ب ام علي عطوي
، او كما تسمى في بلدتها ام الشهداء هي أم لثلاثة شهداء، وكل شهيد منهم كان
عنوانًا لحرب مختلفة، في حرب تموز، عاد ابنها ملفوفًا بالتراب، في الحرب على
سوريا، ودّعته بصبر لم يعرفه الليل، وفي معركة الإسناد الأخيرة، أعادت التجرّع،
لكنها لم تتراجع ، لم يتوقّف الوجع عند أولادها.
استشهد حفيدها ذو ال ١٧ عاما الذي
لطالما كان بجوارها و الاقرب اليها في معركة "أولي البأس"، وأخوها في
حادثة "البيجر"، وكأنها امرأةٌ كُتب لها أن تحمل قافلةً من الشهداء في صوتها خشوع الصلاة، وفي عينيها بريق لا يشبه
الانكسار.
حين تتكلّم، لا تُسميهم "أولادي الشهداء"، بل "انصار
الحسين"، وكأنها تعيد تعريف الأمومة لتكون أوسع من الحنان، وأقرب إلى
الكرامة...لم تكن تبحث عن لقب ولم تنتظر تكريما
كل ما أرادته أن يظل دمهم حيًا، لا في صور معلّقة، بل في جيلٍ يعرف أن هناك
امرأة في الجنوب، تُدعى أم علي، كانت وحدها جبهة